الشرق-سعيد حاجي
شجارات وخلافات كالعادة، وأحيانا تمتد وتتطور إلى حد الضرب والجرح ... هكذا هو الكلاسيكو بين الريال والبارصا، قصة قديمة لاتنتهي ، امتدت تداعياتها من ملعب البيرنابيو في قلب العاصمة الاسبانية مدريد، ليكون لها أثر في أحياء المدن المغربية.
توقيت مباريات الكلاسيكو ، تمنح الفرصة لكثير من المتابعين من مشاهدته جماعيا في المقاهي كالعادة، "اضطررنا للغلق باكرا، حتى نتفادى نشوب المعارك اللفظية بين أنصار البارصا والريال"، قال صاحب مقهى بمدينة وجدة لموقع"الشرق"، متحدثا عن ما يسميه الكلاسيكو الذي تحوّل إلى صداع رأس مزمن
في حين قال أخر من تاوريرت اننا لم نعد نتحمل ما يحدث بين زبنائنا من سباب وتبادل للكلمات النابية بسبب مبارة في كرة القدم" متهكما " الكلاسيكو في اسبانيا ... والتطاحنات الخاوية في المغرب".
و المثير للغرابة، أن الاعتداءات وأحيانا تصل الى الجرح التي تقع في ليلة الكلاسيكو أو بعد انتهاء المباراة المثيرة للجدل، غالبا ما تُصنف من طرف الجهات الأمنية والقضائية على أنها من آثار المباراة، وهو ما وقع فعلا في عدة مدن مغربية، من خلافات انتهت بجروح خطيرة ، بعد خلاف حول تغلب البارصا على الفريق الملكي أو العكس ، كما أن آثار الدم التي سالت في عشق ميسي ورونالدو ودفاعا عنهما، وصلت إلى مدينة جرسيف قبل قليل ، حين قام شخص بالاعتداء على صديقه قبل انتهاء المباراة ...
أقلّ من بشاعة وقساوة الاعتداء، تستيقظ الخلافات والمشاجرات، فالكلاسيكو، ومثلما ساهم في تقسيم المجتمع إلى معسكرين متعارضين، أدى أيضا إلى نشوب خلافات بين أفراد العائلة الواحدة، أو جيران الحي ذاته، ونسف في 90 دقيقة بعلاقات صداقة امتدت لسنوات، غير أن كلاسيكو طبعه الثنائي ميسي ورونالدو، يبدو أكثر تحميسا للشباب، وإثارة للخلافات، وإيقاظا للفتن..
"الكل سيصبح محللين رياضيين ... بعد انتهاء المبارة في الشارع وعبر مواقع التواصل الاجتماعي ، هكذا يقول أحد المتبعين ، وجدناه بقرب من أحد المقاهي بتاوريرت ، حيث راح يفسر هذه الحالة غير الطبيعية في عشق الكلاسيكو، بالقول:"وكأن هؤلاء ليس لهم هموم في الدنيا غير البارصا والريال..وعشق البالون"..
شباب آخر من عشاق البارصا، خرج يهتف باسم ميسي، والأخر باسم رونالدو فالبعض منه قطع صمت العديد من الأحياء بهتاف وأهازيج جماعية للانتقام نفسيا من عشاق الفريق الخصم ، بعدما اعتقدوا أن فريقهم الأقوى هذا العام..."إنها حرب نفسية في غاية الأهمية..حرب عنوانها.. تطياح المورال"، يقول أحد الشباب خرج محتفلا بعد نهاية المباراة "اليوم لم أعمل، ورفضت بيع السجائر، وأدخلت طاولتي البيت، انتظارا للكلاسيكو، وبعد المباراة، لم أشعر، لا بالبرد، ولا بتأخر الوقت وخرجت محتفلا رفقة بعض أصحابي من مجانين البارصا الأوفياء"
كلاسيكو أبريل 2017 الذي انتهى بفوز البارصا على الفريق الملكي ب 3 مقابل 2 ، عاند تأخر الوقت، لكنه بقي محافظا في الكثير من المدن ، على روحه العدائية ما بين أنصار البارصا والريال، وقد لا يكون غريبا، وقوع حوادث ومزيد من الاعتداءات في قادم الأيام، كتلك التي تحسب ضمن خانة...تداعيات الكلاسيكو، لدرجة أن شيخا كبيرا في السن، قالها صراحة وهو في زحام المقهى .الكلاسيكو في اسبانيا، والله يستر في المغرب.
