-->
وكالة الشرق للانباء | Acharq.net وكالة الشرق للانباء | Acharq.net
أخبار

آخر الأخبار

أخبار
أخبار
جاري التحميل ...
أخبار

من ينقذ حياة "المشردين" من الموت البطيء !!

الشرق-سعيد حاجي
أصبحت تعج بهم شوارع مدينة تاوريرت على غرار باقي مدن المملكة، أعدادهم تتكاثر يوما بعد يوم، لا أحد يهتم لحالهم يمضون كشريط مر من هنا يوما ولم يعد. انهم المشردون هذه الفئة الهشة التي أضحت تصنع ديكور مدننا وجزء لا يتجزأ من معالمها التي سرق منها الزمن الشيء الكثير، والتي تحكي وبمرارة بؤس أناس حرمتهم الأقدار حضن العائلة، فهمشهم المجتمع ولم يجدوا، غير بؤس الشارع، الذي قسم ظهورهم وأذاقهم الويلات، في شتاء بارد وفي صيف لافح لا يرحم الضعفاء ولا يعترف بمن لا يتوفر على أربعة جدران تقيه سموم البرد وحر الشمس ، في مدن تبكي فيها السماء في شتائها وتلفح الوجوه حر الشمس في صيفها.

يمر الناس عليهم، في الصباح الباكر وكل مساء مشاة أو في سياراتهم، يتأملونهم من وراء النوافذ والبرد القارس، والصيف الحارق، يلسع الأجساد حتى وإن كانت محنطة بألبسة الصوف والقطن، او وفي غرف مكيفة، فما بالك بمن لا يفترشون إلا الأرض ولا يلتحفون إلا السماء ولا يلبسون إلا الرث من الملابس، تركوا شعر رأسهم ولحاهم تنموا على هواها، دونما أي اهتمام ورغم هذه الصور المأساوية، التي تترك أثرا كبير في أقسى القلوب، إلا أن هذا المشهد أصبح مألوفا في مدننا التي تسير بإيقاع سريع جدا، فالكثير لم يعد يبالي، بما حل بهؤلاء الذين حرمتهم الأقدار من دفء الأسرة، فلم يجدوا غير الشارع، يحتضنهم بكل ما يحمله من آفات تنتحر على عتبتها كل حقوق الإنسان وعلى رأسها العيش الكريم.

انهم آدميون حرمتهم الظروف، أدنى شروط الحياة الكريمة وكأن أواصر التكافل و روابط المودة والرحمة ماتت، فالمجتمع لم يعد يحمل مطلقا أي إحساس بالذنب أو عقدة اتجاه هؤلاء الذين تفوق معاناة البعض منهم، ما صوره «فيكتور هيغو» في كتابه البؤساء، فمصيرهم يتحملونه بمفردهم والمسؤولية تقع وحدها على عاتق أسرهم وعائلاتهم التي ماتت بها مشاعر الإنسانية، قبل أن تموت روابط الدم وصلة الرحم، يتفرجون من النوافذ على بؤساء، وكأنهم يتفرجون على دراما اجتماعية على شاشة التلفزيون أو السينما، مع فارق بسيط، فمشاهد التمثيل بالتلفزيون أو السينما، قد تحرك أحاسيسهم وتدفعهم حتى للإجهاش بالبكاء، لكن الصور الحية للواقع مهمشة تماما.

علينا جميعا أن نتحمل مسؤولية هذه الفئة سواء كجهات رسمية من سلطات ومنتخبين  أو جمعيات المجتمع المدني ومواطنون.

التعليقات

';


جميع الحقوق محفوظة

وكالة الشرق للانباء | Acharq.net

2016