-->
وكالة الشرق للانباء | Acharq.net وكالة الشرق للانباء | Acharq.net
أخبار

آخر الأخبار

أخبار
أخبار
جاري التحميل ...
أخبار

شباب تاوريرت يثور في وجه أرباب الوحدات الصناعية، التي تهدد الصحة العامة والايكيولوجية.


الشرق-سعيد حاجي 
لا تزال إفرازات الوحدات الصناعية بتاوريرت تهدد الصحة العمومية والإيكولوجية على حد سواء، حيث شهدت مدينة تاوريرت مؤخرا احتقانا كبيرا بسبب النتائج الكارثية التي تسببت فيها افرازات معامل الزيتون بعد نفوق عدد كبير من الأسماك بواد زا بالاضافة الى تزايد شكايات القاطنين بالقرب من هذه الوحدات.

حيث تتواصل شكاوي العديد من المواطنين على مستوى مختلف الأحياء خاصة أولئك الذين يقطنون بالمحاذاة  من معامل الزيتون، المعامل  ذات الإفرازات السامة، بعد أن ضاقوا ذرعا جراء السموم التي تطلقها المؤسسات الصناعية.
وقد أعرب السكان لموقع "الشرق" في العديد من المناسبات عن تذمرهم للحالة الحرجة نتيجة تمركز بعض المؤسسات الصناعية بجوار مساكنهم التي غالبا ما تشكل أخطارا صحية على مدار أيام السنة، زيادة على الروائح الكريهة التي عكرت صفو الهواء الذي يستنشقونه.

فما زاد من حدة الأوضاع التي يعيشها السكان هو صعوبة التنفس خاصة في الفترات الليلية، حيث يصبح حقهم في القيام بهذه العملية البيولوجية شبه مستحيل بسبب تلوث الجو جراء تسربات المواد الكيماوية التي تطلقها المنشآت الصناعية في الفضاء خاصة لدى الأطفال وكبار السن والمرضى.

وقد أوضح العديد منهم أنهم يقطنون بهذه الأحياء منذ سنوات عديدة ،حيث تحملوا خلالها إفرازات المصانع من روائح يصعب استنشاقها والتي تسببت في إصابة الكثير منهم بأمراض الربو والحساسية، ولعل الأمر الذي زاد من قلق العائلات محاذاة سكناتهم للوادي، كون تلك المواد السامة تصب فيه دون معالجة.

هذا في الوقت الذي عبر فيه عدد من الساكنة المحادية لواد زا عن غضبهم بسبب اغراق المورد المائي لهم بالمنطقة من افرازات خطيرة تسببت في أكثر من مرة في القضاء على الحياة الايكولوجية ، فضلا عن تخوفهم المستمر من اصابة مواشيهم بأمراض قد لا تحمد عقباها.

وحول اخفاق الجهات المعنية من ايجاد حل جذري لهذا المشكل العويص، يرى بعض الملاحظين أن سبب الابقاء على الوضع كما هو عليه يرتبط أساسا بمدى قدرة المجالس المنتخبة وآلياتها بمراقبة هذه الوحدات الصناعية التي تتخبط في اختلالات كبيرة، ولحد الآن ليس هناك قدرة أو رغبة من هؤلاء المتخبين والياتهم بسبب معادلة بسيطة، وهي أن هذه المعامل تعتبر خزانا انتخابيا مهما بالنسبة اليهم، وأن أرباب المعامل يتخذونها ورقة ضغط على الطرف الاخر للتملص من أي واجب، في الوقت الذي تكتوى في الساكنة بنار هذا التماطل الغير المبرر لاجل ايجاد حل جدري.

وبسبب هذا الوضع القائم لم تجد الساكنة من حل أخر سوى الخروج الى الشارع من أجل الاحتجاج، وايصال صوتها بعد أن انتظرت كثيرا، وهو ما جسدته حركة شباب تاوريرت مساندة بمجموعة من الاطارات الناشطة داخل المدينة ليلة أمس الثلاثاء بعد صلاة التراويح التي خرجت في وقفة احتجاجية حاشدة للتنديد بهذا الوضع المتردي الذي تتحمل مسؤوليته كل الأطراف (من أرباب المعامل، المجلس البلدي ، المكتب الوطني للماء، العمالة ...).
حيث رفع من خلالها المحتجون شعارات تنديدية ومناوئة لسياسات الأذان الصماء التي تنهجها هذه الأطراف للمعاملة مع هذا الملف الذي أرق الساكنة لعقود.

قبل أن يختتم الشكل الاحتجاجي بدعوة المحتجين للجهات المسؤولة بضرورة التدخل العاجل لوضع حد لهذه المهزلة مؤكدين على أنه وان استمرت سياسة الأذان الصماء فان خيارهم سيتجسد مرة اخرى في الشارع وبأشكال جد تصعيدية. 




التعليقات

';


جميع الحقوق محفوظة

وكالة الشرق للانباء | Acharq.net

2016