-->
وكالة الشرق للانباء | Acharq.net وكالة الشرق للانباء | Acharq.net
أخبار

آخر الأخبار

أخبار
أخبار
جاري التحميل ...
أخبار

مقال رأي : تاوريرت وجهاز "السكانير" لكشف المفسدين ...

الشرق-بوجمعة السهلي 
وأخيرا المستشفى الإقليمي لتاوريرت ينعم بجهاز السكانير ، الذي لطالما انتظرته الساكنة بشغف وكل الغيورين على حال واقع الصحة بالمدينة الذين عبروا عن مواقفهم لغياب الجهاز ، وأيضا عن الإهمال الكبير الذي يعاني منه قطاع الصحة ، خصوصا في التجهيزات الضرورية للتطبيب ، والنقص على مستوى الموارد البشرية ، إضافة إلى سوء التعامل مع المرضى ومسألة رفض المستشفيات الجهوية للمرضى القادمين من المستشفى الإقليمي لتاوريرت ، الإقليم الذي يضم أكثر من 200 ألف نسمة.

ويأتي هذا المكتسب بمثابة ثمرة لمجموعة من الخطوات النضالية لشباب المدينة الذين أشعلوا فتيل المعركة ضد الفساد المستشري وذلك بتنظيم وقفات ومسيرات احتجاجية طبعتها السلمية التامة والتنديد بالخروقات التي يعاني منها القطاع و النكران للذات ، لتتوج بحوار مع المسؤولين بالمدينة ، كان من أهم نقاطه توفير جهاز السكانير للمرضى الذين يعانون عناء التنقل إلى المدن الأخرى قصد الاستفادة من خدماته .


إذن هو مكتسب إيجابي يحسب لهذه المدينة التي تعيش على ايقاع سوء التدبير في التسير، فلولا موضع وموقع المدينة على الطريق الوطنية التي تجمع الشرق بالغرب لكانت هذه المدينة منسية ، وكل من يمر بالشارع الكبير الممتد من طريق وجدة إلى طريق الغرب ، يحسب أن المدينة أكثر جمالية كما في الممر كما في الضواحي والهوامش.


ففي حقيقة الأمر فتاوريرت تحتاج نفسها إلى جهاز السكانير للتشخيص والوقوف على نقاط الضعف والقوة لاستثمارها بشكل أفضل في التنمية المحلية والمشاكل التي تعاني منه على مستوى البنية التحتية بالأحياء الهامشية من طرقات وتجهيزات ضرورية من الإنارة ومحاربة البناء العشوائي ، واحتلال الملك العام والأسواق العشوائية ... التي تجدها فقط كعرائض كبرى في برامج الاحزاب المنتخبة إبان فترة الانتخابات ، وإشكالية المشاريع المارطونية التي شهدتها المدينة منذ القرون الوسطى ، منها من رأت النور اليوم كالمحطة الطرقية ومنها التي لازالت لم تفتح خدماتها للساكنة ، كالمركب التجاري لحي مولاي علي الشريف والمركب التجاري الحي القيدم القديم ... هذا على مستوى البنى التحتية وقطاع الخدمات ، دون أن نغفل القطاع الصحي المزري الذي تعرفه المدينة .


فتاوريرت اذن بحاجة إلى "سكانير " يتمثل في ايفاد لجن تفتيش مركزية لفحص ملفات فساد كل اللوبيات التي تريد إرجاع مستقبل المدينة إلى الوراء، وإلى أرشيفها المخزي الذي خلفته سياسة التحكم وتسيير الشأن المحلي للمدينة في السابق ، وكذلك لاستئصال الأورام الخبيثة التي تعيث فسادا بالمدينة كالترامي على الأملاك العامة وخلق تجزئات سرية سابقا من طرف ما يُعرف بأباطرة المدينة ، واهدار للمال العام . وكما أن هذا التشخيص يجب أن يشمل أيضا العنصر البشري الذي يعتبر الأداة الفعلية للتغيير خصوصا عند المحطات الانتخابية التي يختار فيها ممثلي الساكنة في مراكز القرار ، وذلك عبر محاربة العصبية التي تعتبر من سمات الجهل والتخلف ، الذي لا يزال يطبع عقلية الإنسان التاوريرتي.


ولهاذا يجب تطوير الذهنيات وعقليات الإنسان لأنه هو العنصر الأساسي في عمليات التنمية ، وهو يعيش كل مرة تراكم نفس السيناريوهات في الأمور السياسية بالمدينة ، دون تحقيق أي أرقام مقنعة للرقي والتقدم إلا مشاريع فضفاضة يقص شريط افتتاحها بالتناوب التي لا تخدم تطلعات الشباب المقهور والباحث عن العيش في كرامة .

التعليقات

';


جميع الحقوق محفوظة

وكالة الشرق للانباء | Acharq.net

2016