*الشرق
اننا اليوم أمام عيد عمالي بامتياز وأمام احتفال العالم اجمع باليوم العالمي للشغل الذي تخلده الطبقة الشغيلة في فاتح ماي من كل عام. فلا بأس ان نغتنم هذه الفرصة لنتوجه الى كل الأطياف النقابية بالمدينة بتاوريرت ونقول عيدكم مبارك سعيد وتحية عمالية عالية.
كما نستغل الفرصة في هذا الباب لنلفت انتباهكم الى الوضعية التي تعيشها المرأة العاملة والطبقة الشغيلة بشكل عام بمختلف الوحدات الإنتاجية والصناعية بتاوريرت خاصة بمعامل الزيتون المنتشرة بشكل كبير بهذه المدينة.
ووجب اليوم على المنظمات النقابية ان تضع صوب أعينها مطلب اجتماعي انساني يهم شريحة عريضة من المجتمع يتعلق بالمرأة العاملة التي تستوجب منا جميعا كل التقدير والاحترام لما تتكبده من معاناة لا يستطيع ان يتحملها حتى الرجال وما بالك بالنساء.
نتوجه اليكم جميعا ونقول أن حماية حقوق العاملات أصبح مسؤولية ملقاة على عاتقكم أكثر من أي وقت مضى ، ويجب أن تعلموا جميعا أن الظروف المزرية التي يشتغلن فيه تتحملون وزرها.
فلا يعقل أن يصمت الجميع في الوقت الدي "تستعبد" فيه المرأءة وتستغل أيما استغلال من طرف بعض أرباب هذه المعامل، فأوضاعهن الاجتماعية والأسرية الصعبة والقاسية أصبح جحيما لايطاق ناهيكم عن المعمالة السيئة والأمية والفقر المدقع والجهل التام لحقوقها داخل العمل.
فالمرأة العاملة بمدينة تاوريرت لا زالت تعيش بدون حقوق ، فهي محرومة من ابسط حقوقها التي تكفلها لها مدونة الشغل .. فلا تأمين إجباري على المرض و لا تغطية صحية او اجتماعية ولا تعويضات عن العطل او عن حوادث الشغل التي تتعرض لها من داخل هذه المعامل وما أكثرها وهي حوادث قد تنجم عنها عاهات مستديمة تعاني منها العاملة طيلة حياتها دون ان تحصل على أية تعويضات مالية ودونما استفادتها من التقاعد النسبي يغنيها عن التسول في كثير من الأحيان.
نقول فمن يتدخل لحماية هذه العاملة ويدافع عن مصالحها ويعمل ما أمكن على تحقيق مطالبها ومكاسبها المشروعة التي يكفلها لها القانون وتكفلها لها باقي التشريعات ؟
فأين هو دوركم النقابي وأين دور هيئات المجتمع المدني وباقي القوى الحية بالمدينة من قبيل الأحزاب السياسية والمدنية والمنظمات الإنسانية والحقوقية...
فاغلب هؤلاء العاملات لا يتعدى أجرها اليومي 35 درهم على أكثر تقدير وفي أحسن الظروف لا يتجاوز 60 درهما بعد عمل شاق ومضني ومحفوف بالمخاطر قد يتعدى 14 ساعة من العمل بدون انقطاع من السابعة صباحا الى غاية الثامنة ليلا في بعض أيام فصل الصيف.
فلا يعقل بأي حال من الأحوال ان نخرج في مسيرات عمالية حاشدة ونجوب شوارع المدينة ونرفع شعارات قوية وشاجبة ضد أرباب العمل وأصحاب المصانع وضد الحكومة في وقت تجد مئات العاملات تعملن في هذا اليوم ولا احد يلتفت إلى أوضاعهن الاجتماعية والمادية وحتى الصحية المزرية ناهيكم عن الفقر والجهل والأمية والحرمان والإقصاء والتهميش التي تعيشها الكثير من النساء العاملات وغير العاملات أيضا .
