الشرق-بوجمعة السهلي
شهدت مدينة وجدة بداية هذا الاسبوع أشغالا تخص برنامج تأهيل المدينة القديمة ، وبالضبط بسورها التاريخي الذي يشكل أرشيف حضاري ومعلمة تاريخية تشهد على تاريخ مدينة الألفية منذ تأسيسها على يد زيري بن عطية.
حيث باشر عمال شركة العمران على هدم جزء هام من سور باب سيدي عبد الوهاب ، وسط إستياء عارم للمواطنين وبعض فعليات المجتمع المدني المهتمة بالحفاظ على هذا التراث المادي ، كما تساءلوا أيضا عن طبيعة الأشغال التي تشهدها هذه المعلمة التاريخية. هل هي هدم أم ترميم ؟
وكما هو معلوم فالترميم لا يتطلب كل هذا الهدم الشيء الذي دفع بعدد من مواطني وجدة وكذا مجتمعها المدني بطرح أكثر من علامة إستفهام، في حين عبر آخرون عن استيائهم حول الطريقة التي تم بها هدم السور والتي لا تربط عملية الترميم بصلة، وكذا ظرفية الإصلاح التي ستتزامن مستقبلا مع شهر رمضان وفصل الصيف بحيث تشهد المدينة رواجا تجاريا كبيرا، و حركة دائبة في الساحة المجاورة نظرا إلى الفوضى العارمة المرتبطة بالعمال وآليات العمل وكذلك مخلفات الغبار التي ستلحق ضررا بالمحلات التجارية و الباعة المتجولين (الفراشة ).
وبعد القيام بالتحريات في الموضوع لم يتضح الأمر، فهناك تضارب في الأقوال ، البعض يقول : أنه هناك سور آخر محاذي للسور المواجه للخارج وهو سور غير أصلي سيتم هدمه بسبب تصدعه وذلك من أجل إعادة الاعتبار للسور الأصلي الموروث ، وهناك ارتسامات أخرى مفادها ان السور تتخلله شقوق و آيل للسقوط وخوف من وقوع كارثة ما ، استدعى التدخل الفوري ، مع العلم أنه هناك باعة يفترشون سلعهم جانب السور ، وكما يتواجد أيضا موقف الحافلات.
وفي اتصال موقع "الشرق" بمصدر اعلامي بمدينة وجدة أكد أن الطريقة التي تمت بها مباشرة الأعمال بهذا السور أغضبت الفاعليين الجمعويين بالمدينة حول الطريقة التي تتم بها عملية الترميم ، وأشار أن العملية تتم بطريقة لا تنم على أنها عملية ترميم بل عملية هدم، وأكد أن اللافتة المخصصة بالأشغال لم يتم وضعها بالمكان الا بعد حدوث ضجة لأجل ذلك ، وأضاف المصدر ذاته أن عدد من الحقوقيون معتزمون على رفع دعوى قضائية ضد هذه الخروقات.
ويذكر أن المدينة القديمة تشهد برنامجا تأهيليا على مستوى الأسوار وبناياتها السكنية والدينية وكذلك الأسواق المتواجدة بها، وحددت مدة أشغال التأهيل في 12 شهر.
