-->
وكالة الشرق للانباء | Acharq.net وكالة الشرق للانباء | Acharq.net
أخبار

آخر الأخبار

أخبار
أخبار
جاري التحميل ...
أخبار

تاوريرت : هل هذه الأسماك لا زالت موجودة بوادي زا رغم تلوث مياهه؟

وكالة الشرق للأنباء/ عبد الواحد بنغنو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أعود بالحديث، مرة أخرى، عن تلوث مياه وادي "زا"، بعد التقرير "الإنذاري" الذي كنت قد تحدثت عنه في ما مضى، ذلك التقرير الذي هو عبارة عن دراسة_علمية_قام_بها_باحثون_من_جامعة_محمد_الأول_بوجدة، حول تأثير المياه العادمة على مياه واد زا بتاوريرت، دراسة تدق ناقوس الخطر لتفادي وقوع كارثة بيئية وإنسانية، إن لم تكن قد بدأت، تعود بالضرر على ساكنة المدينة على العموم، ناهيك عن تأثر المنتوجات الفلاحية وربما القضاء الكلي على الأسماك (موضوع هذا المقال)
هذه المرة، مقال، هو الآخر عبارة عن دراسة قام بنشرها أحد الباحثين الفرنسيين،جاك بيلجرين "#Jacques_Pellegrin" سنة 1926، مختص في "علوم الأحياء" وله دكتوراه في كل من الطب والعلوم، قبل أن يتولى منصب رئيس مؤسسة علم الأحياء الفرنسية سنة 1917، وله حوالي ستمائة مقال وكتاب علمي، كما عرف بأكثر من 350 صنف جديد. من بين هذه المقالات دراسة بعنوان "برمائيات، زواحف وسمك المغرب الشرقي" الذي حدد فيه كل الأسماك التي كانت موجودة، آنذاك، بوادي زا، حيث تم تصنيف مجموعة مهمة من البرمائات والزواحف والأسماك، في صيف سنة 1925، بالخصوص في حوض ملوية، وقد أنجزت الصورة المرافقة لتلخيص كل أنواع الأسماك التي ذكرها في مقاله، علما أن هذه الأسماك تعيش في الماء العذب، وقد وضعت صور للمقال لتوضيح هذه الدراسة.
وهنا، قد نتساءل جميعا إذا كانت هذه الخيرات السمكية لا زالت موجودة في وقتنا هذا، بعدما تضررت مياه وادي زا بالتلوث الخطير الذي حصل، سواء بسبب "المياه السوداء" القادمة من "واد حمو"، الذي يبعد بحوالي 2 كيلوميتر، جراء النفايات الناتجة عن معامل الزيتون المحادية والوحدات الصناعية المتخصصة في تصبير الفواكه، أو المياه العادمة (أو ما يسمى بالواد الحار) التي تكب فيه، وقد سبق لكثير من أفراد المجتمع المدني وبعض البرلمانيين والمسؤولين الرسميين أن تكلموا في هذا الشأن على أن يوضع حد لهذه الكارثة البيئية الخطيرة، لكن بدون جدوى.

وادي زا، هذا الوادي الذي وصفه أحد العسكريين الفرنسين، إبان الوجود الفرنسي في المغرب، في مذكراته، بأن قوة دفع تياره كانت هائلة ومعدل عرضه، في الحالة العادية، يتراوح ما بين 20 إلى 50 مترا، بينما قد يصل إلى 180 مترا أثناء الفيضانات. وذكر أيضا أنه دائم الجريان وفي كل فصول السنة، وهذا جد مهم حين نرى أن المنطقة، عموما، تتميز بقلة التساقطات المطرية والغير المنتظمة.
هذا نداء آخر، من بين كل النداأت السابقة ، موجهة إلى كل المسؤلين وخصوصا إلى عامل إقليم تاوريرت الجديد، الذي يختلف عن كل من سبقوه إلى هذا المنصب السامي، في كونه أنه كان، إلى حدود تعيينه، مدير وكالة الحوض المائي لملوية، إضافة أنه قد تم تعيينه بجنيف، بصفته خبير، عضو في الفريق العالمي المعني بالمياه والسلام، الذي أسس في جنيف للمساهمة في الوقاية من النزاعات المتعلقة بالحصول على هذا المورد الحيوي،  وهذا إن دل على شيئ، فإنما يدل على أن لدى السيد العامل الكفاءة التامة لتحليل كل التقارير الصادرة في هذا الشأن وبطريقة علمية محكمة، وبصريح العبارة، إنه يعتبر الأمل الوحيد، لحد الساعة، لفك هذه المعضلة وإيجاد حل مناسب سواء لتفادي هذه الكارثة البيئية الإنسانية من ناحية، ومن جهة أخرى مساعدة أرباب الوحدات الصناعية في إيجاد وسيلة لخزن نفايات ومقذوفات معاملهم التي، لا ينكر أحدا، أنها تلعب دورا جد مهم في إقتصاد المنطقة.

التعليقات

';


جميع الحقوق محفوظة

وكالة الشرق للانباء | Acharq.net

2016